أحزاب تسرق ثمار الانتصارات و تضعها في سلّتها
بغداد/المسلة: في الوقت الذي حان فيه قطف ثمار القتال الشرس الذي خاضه الجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي، تعالت الأصوات لسرقة الانتصار الكبير من قبل محاربين بالتصريحات و"دون كيشوتيين"، اكتفوا في محاربتهم لتنظيم داعش الإرهابي، برنين البيانات، والخطابات المكتبية.
وكلما اقتربت ساعة الحسم، كثر المزايدون، ونهاّزو الفرص في نسبة الانتصار لهم، مثلما أطلقت العنتريات لنفسها، العنان، وكأنها هي التي حررت الأرض ودحرت داعش.
ومنذ انطلاق عمليات التعبئة لتحرير الأرض منذ اجتياح داعش لمدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي، برز قادة ميدانيون وفصائل مقاتلة عرفها العراقيون عن كثب وتابعوا اخبارها لحظة بلحظة، ما يدحض تجار الكلام والمزاعم في ادعاءاتهم بانهم من يقود ويمثل فصائل الحشد الشعبي.
وابرزت "المسلة" في تقرير لها امس الأول، القادة المعروفين الذي قادوا الفصائل المقاتلة وابرزهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس، وقيس الخزعلي، ورفاق لهم من ايران، قادوا طلائع الحشد الشعبي، الى تحقيق الانتصار الساحق على تنظيم داعش الإرهابي.
لكن هناك من يسعى الى حجب الشمس بغربال ومنهم المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي بليغ أبو كلل الذي يصرح في الغالب بآراء يعتقد الكثير ممّن استطلعت آرائهم "المسلة" انه يتصرف بـ "ارتجالية" وبعيدا عن العلمية والواقعية، معتقدين انه "لا يمثل وجهة نظر المجلس الأعلى، المعروف بمواقفه المتوازنة والمستنبطة من قراءة الواقع".
ففي حوار تلفزيوني، نشره مقطع فيديو في "يوتيوب"، قال أبو كلل في حديث منفصم تماما عن واقع الحال، ان "الحشد لشعبي جميعه من المجلس الأعلى"، ناسفا المعلومات الموثقة عن حكم المشاركة الشعبية الواسعة في الفصائل المقاتلة، التي عبرت حواجز الأحزاب وحتى الطوائف.
ولم يتسن لـ"المسلة" تقضي مصدافية الفيديو، غير ان خبير فني قال انه يعتقد بصحته.
ويعزي محلل سياسي في حديث ﻟ "المسلة" تصريحات أبو كلل الى "الشعبية الواسعة لفصائل الحشد الشعبي على حساب الأحزاب والكتل السياسية التقليدية التي ستطيح بها اية انتخابات قادمة لعجزها عن التعبير عن حاجة المرحلة الحالية، وهي القتال المباشر على السواتر الامامية في جبهات القتال".
وأضاف المحلل "تفاجأت الأحزاب التقليدية بانها باتت ثقيلة بامتيازاتها و كروشها، فلم تعد خفيفة الحركة تستطيع قتال الإرهاب لتتحول الى أحزاب مكتبية تنظيرية فحسب".
وبرز أبو كلل إعلاميا كناطق باسم "كتلة المواطن"، في قراءة مبتورة وغير عميقة للحدث السياسي، وبلغة غير مناسبة، وأسلوب حديث يتسم بالفوضوية والصراخ، ما جعله محل انتقاد اعلاميين وسياسيين ومواطنين لعدم كفاءته ومهنيته.
ولا ينبغي للناطقين الرسميين باسم كتلة سياسية او حزب اتباع أسلوب الاثارة و "التشويق" في ترويجهم لوجهات نظر كتلهم، والجهات التي يمثلونها، مثلما يتوجب عليهم الفصل بوضوح بين وجهات نظرهم وبين الموقف الرسمي لأحزابهم.
والمعنيّ في هذا، ممثل لجهة سياسية عراقية مهمة، لها دور وطني فاعل في العملية السياسية، ومواقف يُشاد لها بالبنان، لكن ناطقها الرسمي ليس في مستوى أدائها فكرا وممارسة.
ان الناطق الرسمي هو الواجهة التي تطل منها الأحزاب على جمهورها، وهو نافذة التواصل لها مع العالم، لهذا يتوجب اختياره بدقة وعناية.
وبالتأكيد، فان "المسلة" في هذا الصدد، لا توجّه النصيحة الى تلك الكتلة السياسية، لكنها تنقل آراء الجمهور التي وردت اليها عبر رسائل او من خلال مراقبتها لوسل الاعلام، وعبر استقصاء آراء الجمهور.
وتشير الوقائع الى وقوع الكثير من المتحدثين باسم الأحزاب والمشاهير في حبائل اللهاث السريع وراء النجومية والاثارة، بعيدا عن المهنية والمصداقية والتحليل العلمي للأحداث في التعبير عن وجهات نظر الجهات التي تمثلهم.
وارجع اعلامي عراقي فضّل عدم الكشف عن اسمه، موقف أبو كلل الى "الخشية من جيل سياسي قادم يسحب البساط من الأحزاب التقليدية المعروفة على الساحة العراقية".
وفي ادعاءات اثارت استهجان المواطنين، ورواد المنتديات الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي (تابعوا التعليقات في موقع يوتيوب حول تصريحات الناطق باسم كتلة المواطن)، قال أبو كلل ان القوى التي تقاتل على الأرض في اغلبها هي قوات المجلس الاعلى، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء من المجلس الأعلى أيضا، وسرايا حركة الجهاد، و البناء، وسرايا العقيدة".
وتابع أيضا "يشارك في القتال، الاخوة في العصائب وبعض القوى، غير الكبيرة، وهي اما مرتبطة بالمجلس الأعلى، تيار شهيد المحراب، او مرتبطة بمنظمة بدر".
وأضاف في استهانة واضحة بفصائل الحشد الشعبي.. "الأسماء كثرت والادعاءات كثيرة ايضا".
وبتصريحاته "المكتبية"، هذه نسف أبو كلل كل الحقائق التي تقول ان اعداد المتطوعين في فصائل الحشد الشعبي وصل الى الملايين، استجابة لنداء المرجعية الدينية بعد اطلاق فتوى الجهاد الكفائي في 13 من حزيران الماضي.
ولم يستجب هؤلاء المتطوعون لنداء حزب او كتلة سياسية، بقدر تنفيذهم لفتوى المرجعية الدينية، بالتطوع للدفاع عن الأرض والمقدسات، فيما اغضبت انتصارات الحشد الشعبي، ليس الجهات السياسية التي لا تريد للعراق العيش بكرامته، بل وأيضا دواعش السياسة، والاحزاب التي وجدت نفسها في حالة "اغتراب" في بيئة مقاتلة في الجبهات، فيما هي لم تستطع مغادر شرنقتها المكتبية والخطابية.
كما دأبت أحزاب سياسية على اطلاق جملة من الاتهامات للتقليل من الانتصارات العسكرية ومن شان القوى الجهادية المشاركة في عمليات التحرير.
ويدعم وجهة النظر، القائلة بالامتعاض من تصريحات أبو كلل، تعليق عبد النبي كاظم، في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اذ خاطب أبو كلل بالقول، ان "كل من لبى نداء المرجعية وترك الدنيا وراء ظهره، وضحى بنفسه، ينفيه ابو كلل".
ويرتاب أبو أنور البصري في حقيقة ما قاله أبو كلل، مشككا في صحة مقطع الفيديو، داعيا الى وحدة الصف من عصائب وكتائب وبدريين ولواء المنتظر وكل القوى الوطنية الشيعية والسنيه لتعزيز الجبهة الداخلية".
وقال عبد الرضا باللغة الدارجة "المنطق يقول ان من ذهب الى الجهاد الكفائي قد باع الدنيا واشترى الآخرة، وﻻ يوجد مخلوق على وجه البسيطة يستطيع ان ينكرهم، ﻻن الله اختارهم".
وتسائل عدي التميمي عن "الحكمة المطلوبة من وجود هكذا شخص استفزازي، كناطق باسم المجلس"، معتبرا ان "أي خسارة للمجلس في الانتخابات القادمة ستكون بسبب أبو كلل".
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون صادق اللبان، طالب في حزيران 2014، المجلس الاعلى الاسلامي، باستبدال المتحدث الرسمي باسم "كتلة المواطن"، بليغ ابو كلل بشخصية أخرى، اكثر كفاءة ودقة، مبينا ان "تصريحاته تؤثر على قوى التحالف".
بليغ ابو كلل الحشد الشعبي جميعه من المجلس الاعلى
عن الكاتب
Unknown
آل غانم فيعود الى جدهم غانم بن سلمان بن عبد عون بن عكاب بن عبد ربه بن هدام بن بلال بن معيوف بن محمد العفاج بن تلخ بن شمران بن خليفة بن أحمير بن جعفر بن راشد بن عجيل بن راشد بن ضيغم بن منيف بن جابر ولهم نخوة خاصة بهم هي ( أخوة نصره ) ويمثلهم اليوم الشيخ مجيد بن الشيخ محيي بن الشيخ عذبي بن يعقوب بن يوسف بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد الملقب أبو الحسن بن غانم الجد الجامع للعشيرة وتحالفه للعشيرة وتحالف معهم العديد من العشائر وتنقسم عشيرة الغانم الى 139 فخذا
ليست هناك تعليقات: